أخبار الجزائرالحدث

السرطان يسرق “الحياة” من 5% من أطفال الجزائر

الجزائر – يموت قرابة تسعة ملايين إنسان حول العالم بالسرطان،حسب منظمة الصحة العالمية، ويصاب واحد وعشرون مليون نسمة، في الجزائر عشرون ألف حالة وفاة سنويًا، ويتم تشخيص خمسين ألف حالة أغلبها نساء.
يوم الخامس عشر من فيفري من كل عام؛ هو اليوم العالمي لسرطان الأطفال، وذلك لأن الأطفال هم أغلى ما نملك، ويجب أن تتحد الجهود العالمية لمحاربته، ورفع الوعي الشعبي للوقاية منه، في ظل تسجيل البلاد 50 ألف حالة جديدة سنويًا، يتصدرها سرطان الثدي بــ12 ألف حالة حسب مصلحة الأورام السرطانية في مستشفى مصطفى باشا. وبرغم تحسن التكفل بالمرض، إلا أن نقص الأدوية العلاجية وسعرها الباهظ يبقى مشكلة كبيرة.
نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى الأطفال تمثل 05 بالمائة من النسبة الإجمالية للمصابين بالجزائر
 في 2019 ، تم إحصاء 1500 حالة جديدة لدى الأطفال دون 15 عامًا، فيما تصدر سرطان القولون والمستقيم أنواع السرطانات عند الرجال، مع تسجيل 20 ألف حالة وفاة بسبب السرطان.
أنواع السرطان الأكثر انتشارًا عند الأطفال في الجزائر هي سرطان الدم وسرطان المخ والكلى والعينين

 الجزائر و على غرار دول العالم أحيت الأسبوع الماضي، اليوم العالمي للأطفال المصابين بمرض السرطان المصادف ليوم 15 فيفري من عام، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى الأطفال تمثل 05 بالمائة من النسبة الإجمالية للمصابين بالجزائر، كما أن أنواع السرطان الأكثر انتشارًا عند الأطفال في الجزائر هي سرطان الدم وسرطان المخ والكلى والعينين الذي سجل أكبر نسبة نجاح في علاجه بسبب القدرة على تشخيصه بشكل مبكر.

وبالجزائر يتم تسجيل أكثر من ألف حالة إصابة بسرطان الأطفال بمختلف أنواعه سنويًا في الجزائر، حسبما ما ذكرت ، فتيحة غاشي، رئيسة وحدة العيادة بطب الأورام والخلايا، بمركز بيار ماري كوري ، كما أوضحت أن 80 بالمائة من الأطفال المتواجدين بالمستشفيات أدخلوا للعلاج من أحد أنواع السرطان، موضحة أن عدد الحالات المسجلة في الإصابة بهذا المرض في تزايد مستمر، والأخطر أن “نصف هؤلاء الأطفال يكون مصيرهم الموت لأنهم يكونون في مرحلة متقدمة من المرض ولا يستطيع الأطباء فعل شيء أمام هذه الحالات”.

50 ألف إصابة جديدة بمرض السرطان  وعدد الوفيات بلغ 20 ألف في 2019
كشف تقرير حكومي عن ارتفاع لافت ومخيف في نسبة الإصابة بأمراض السرطان في البلاد،يصل إلى نحو 50 ألف حالة جديدة سنويًا،في ظلّ صعوبة توفير العلاج للمرضى،على خلفية مصاعب مالية تواجهها الدولة بسبب تدنّي مداخيل المحروقات ولتزيد جائحة كورونا من تفاقم أزمة مرضى السرطان خاصة الأطفال.
عدد الإصابات بالسرطان سيصل إلى 61 ألف حالة جديدة سنويًا بحلول  2025 و 70 آلاف حالة في آفاق 2030
وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد توقع أن يصل عدد الإصابات بمختلف الأمراض السرطانية إلى 61 ألف حالة جديدة سنويًا بحلول عام 2025،أي بعد 4 سنوات من الآن فقط،فيما ترصد الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة زيادة سنوية للإصابات بنسبة 103 حالات لكل 100 ألف نسمة.
وأضاف بن بوزيد بأن عدد الإصابات قد يرتفع سنويًا إلى 70 ألف حالة بحلول عام 2030،أي بعد 9 سنوات من الآن،و تواجه الجزائر متاعب ومصاعب جمة في التكفل بمرضى السرطان،بالرغم من أنها تتوفر على 20 مركزًا متخصصًا لعلاج السرطان،ستة مراكز منها تابعة لخواص،بالإضافة إلى 41 مصلحة متخصصة و 77 وحدة تقدم العلاج الكيميائي.
الحكومة ترصد نصف مليار دولار للتكفل بمرضى السرطان سنويًا
تخصص الحكومة سنويًا مبلغ مالي قدره نصف مليار دولار للتكفل بمرضى السرطان وتوفير الأدوية العادية الخاصة بالمرض بحسب وزير الصحة الذي اعترف بعجز الحكومة عن استيراد الأدوية المبتكرة لمعالجة الأورام السرطانية بسبب تكلفتها المالية الباهظة.
وأطلقت الجزائر في جانفي 2020،خطة جديدة للوقاية من السرطان تمتد حتة 2025،وتتضمن تطوير مراكز العلاج،و تحسين العلاج سواء بالأدوية الكيميائية أو بالأشعة،و دعم الصناعة المحلية للأدوية لعلاج مرضى السرطان.
الأطفال معرضون للإصابة بما يزيد عن 40 نوعًا من أنواع السرطان
ويصيب فئة الأطفال ما يزيد عن 40 نوعًا من أنواع السرطان ويبقى سرطان الدم في مقدمتها وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أن هناك ما يقرب من مائة ألف حالة وفاة من الأطفال تحت عمر 15 عامًا سنويًا جراء مرض السرطان ويؤكد الأطباء والمختصين أن خطورته تكمن في سرعة تطوره وتفاقمه مقارنة بسرطان الكبار، إلا أن اكتشافه مبكرًا يسهل العلاج ويجعل الاستجابة له كبيرة. وبينما تبلغ نسب النجاة من سرطانات الأطفال نحو 80 بالمئة في الدول الغنية والمتقدمة تقل هذه النسبة إلى ما دون الـ 10 بالمئة في دول العالم الثالث.
رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى مصطفى باشا:”صندوق الضمان الاجتماعي قام خلال الفترة 2015 و2019 بتمويل نظيريه الفرنسي والبلجيكي بنحو 30 مليون يورو سنويًا أي ما يساوي 150 مليون في خمس سنوات”
أبدى البروفيسور كمال بوزيد، رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى مصطفى باشا،  أسفه الكبير لمعاناة المرضى في ظل نقص الأدوية الموجهة للعلاج من داء السرطان بسبب– يقول- نقص الميزانية “وهو تبرير غير مقبول”، مضيفًا أن هذا المشكل الذي زادت حدته خلال السنة الماضية يمكن حله ببساطة وسريعا حسب تعبيره.
وأوضح بوزيد: “هذا التبرير غير مقبول البتة خاصة إذا علمنا أن صندوق الضمان الاجتماعي قام خلال الفترة 2015 و2019 بتمويل نظيريه الفرنسي والبلجيكي بنحو 30 مليون يورو سنويا أي ما يساوي 150 مليون في خمس سنوات، وهو مبلغ ضخم جدا كان يمكن الاستفادة منه لو تم تمويل المستشفيات الجزائرية عمومية كانت أو خاصة لاقتناء الأدوية الضرورية وتوفيرها للمصابين”.
وأشار البروفسور كمال بوزيد إلى أن ندرة الأدوية تسببت في معاناة المرضى بالسرطان ودفعت الميسورين إلى اقتناء الدواء من تركيا أو المغرب أو فرنسا مقابل 6 آلاف يورو للحصة الواحدة بينما يحتاج المريض إلى 12 حصة أي ما يساوي 100 ألف يورو للمريض الواحد. بمعنى آخر من يملك المال يعالج بينما يموت الفقير.
وتنبأ المتحدث بتسجيل نحو 60 ألف حالة جديدة سنويا آفاق 2025 ونحو 70 ألف حالة آفاق 2030 ،مشيرًا إلى أنه سيتم مراجعة وتقييم نقائص وإيجابيات المخطط الحالي قبل الشروع في إعداد المخطط الثاني الذي سيمتد من 2020 إلى 2024 بهدف–يقول- التقليل من حالات الإصابة والوفاة بالسرطان، مشيرا إلى أن 30 بالمائة من المخطط الحالي تم إنجازها بينما 30 بالمائة الأخرى فقط في طريق الإنجاز، وسيتم التخلي عن 30 بالمائة المتبقية بسبب نقص الموارد المالية.
محمود حنصالي-عضو جمعية مساعدة الأطفال مرضى السرطان بقسنطينة-لــ “بلادي نيوز”: الجزائر من الدول القليلة في العالم التي يعاني فيها مرضى السرطان من ندرة الأدوية المبتكرة لعلاج السرطان”
دقّ محمود حنصالي،عضو جمعية مساعدة الأطفال مرضى السرطان بقسنطينة في تصريح لــ”بلادي نيوز” ناقوس الخطر وقال إن الأطفال المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و14 سنة يعانون بشدة في ولاية قسنطينة وولايات الشرق بشكل عام وأن هذه الفئة تعاني التهميش والحرمان ولا تتلقى أية مساعدات من طرف السلطات والحكومة باستثناء تلك الممنوحة لهم من طرف الجمعيات وأهل الخير”.
وكشف حنصالي وهو في حالة تأثر شديد جعلته ينخرط عدة مرات في نوبة من البكاء كالنساء أن هناك عدد من الأطفال الصغار توفوا في منازلهم بسبب الفقر والفاقة وعدم توفر أهاليهم على الأموال لعلاجهم،و شخصيًا كنت شاهد عيان على وفاة شقيقين توأمين كانا مصابان بسرطان الدم بمجرد وصولهما إلى المستشفى وكانا يحضنان بعضهما البعض بشكل مؤثر للغاية،بينما كان والدهما في حالة انهيار تام لأن والدتهما توفت قبلهما بنفس المرض منذ أشهر فقط”.
وأشار حنصالي إلى أن “الموت حق ولكل أجل كتاب والمرض ابتلاء من الله ،لكن الأمر الذي يجعل القلوب تعتصر ألمًا وحزنًا هو أن تجد أطفال في سن الزهور مصابين بهذا المرض الفتاك ومع ذلك تجدهم مصطبرين محتسبين عند الله بينما الحكومة تنكرت إليهم “.
وأضاف حنصالي بأن هناك أطفال مرضى بالسرطان ماتوا فقط بسبب فقرهم وربما لو كانوا أهاليهم أغنياء لتمكنوا من علاجهم أو على الأقل تخفيف آلام السرطان على فلذات أكبادهم”.
وأبدى حنصالي استغرابه الكبير من الدعم المالي الذي تقدمه الدولة لعلاج مرضى السرطان والذي يقدر بحوالي 500 مليون دولار سنويًا منذ سنوات ورغم أن عدد الإصابات بمختلف أنواع السرطان يزداد سنويًا بحوالي ما بين 100 إلى 150 حالة إلا أن الأموال المخصصة للتكفل بمرضى السرطان بقيت ثابتة ولم تتغير لهذا سجلنا تزايد مطرد ورهيب في عدد الوفيات كل سنة بسبب عجز الحكومة عن توفير الأدوية والعلاج المناسب لمرضى السرطان وخاصة الأطفال منهم”.
وحمّل حنصالي مسؤولية الارتفاع الكبير في عدد وفيات مرضى السرطان إلى الحكومة التي عجزت عن توفير بعض الأدوية المهمة والضرورية ،موضحًا بأن الجزائر من الدول القليلة في العالم التي يعاني فيها مرضى السرطان من ندرة الأدوية المبتكرة لعلاج السرطان،الأمر الذي أرغم بغض المرضى أو أهاليهم إلى طلب هذه الأدوية من الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وتركيا وحتى تونس.
تكلفة الحصة الواحدة للعلاج بأدوية السرطان المبتكرة تصل إلى 120 مليون سنويًا
وكشف محدثنا بأن تكلفة الحصة الواحدة تصل إلى ما بين 10 و11 مليون سنتيم،و المريض الواحد يحتاج إلى 12 حصة علاج ،أي ما يعادل 120 مليون سنتيم.
و ذكر حناصلي جملة من المشاكل التي يعاني منها مرضى السرطان في الجزائر بالإضافة إلى ما سبق،تحدث عن تأخر مواعيد إجراء الفحوصات و العلاج بالأشعة،رغم أن رئيس الجمهورية شخصيًا تدخل و أمر وزير الصحة بضرورة العمل على علاج سريع لهذه المشاكل و معاناة المرضى،من خلال التعجيل بوضع تنظيم أفضل لمواعيد العلاج الكيميائي و العلاج بالأشعة،كما كلف الرئيس تبون الحكومة بإعداد دراسة لمعرفة أبرز مصادر الإصابات المتزايدة بالسرطان لدى الجزائريين في السنوات الأخيرة،و أكثر المناطق التي تشهد ارتفاع كبير في نسب الإصابات، لوضع خطط المعالجة و الحد من هذه الزيادات المخيفة.
نسبة النجاة من سرطانات الأطفال في الجزائر أقل من 10 بالمائة
وكشف حنصالي أن نسبة النجاة من سرطانات الأطفال في الجزائر أقل من 10 بالمائة وهو ما يعني أن الخطر كبير على أطفالنا وعلى الحكومة التكفل بجميع الأطفال مرضى السرطان ماديًا ومعنويًا.
وأكّد حنصالي في الأخير، أنّ التّشخيص المبكّر ضروري من أجل الرفع من نسبة الشفاء من الداء التي لم تتعدى في الجزائر 50 بالمائة، لأن السّرطان الذي يمسّ الأطفال يتطوّر بسرعة عكس الذي يصيب الأشخاص الراشدين.
حقائق عن سرطان الأطفال
-يصيب سرطان الأطفال في نفس الأجزاء التي تصيب الكبار.
-خصص يوم 15 فبراير من كل عام للعناية بالمرضى، وتوفير الرعاية والدعم لهم.
-يحدث سرطان الأطفال فجأة دون مقدمات، وهذا ما يميزه عن سرطان الكبار في أي عضو من الجسم.
-يصاب الأطفال بالسرطان بمعدلات أعلى من البالغين.
-يصاب الرضع بصورة كبيرة بالسرطان عن الأطفال في السن الأكبر من سن الرضاعة أي العامين الأولين من عمر الطفل.
-ويُصاب سنوياً في جميع أنحاء العالم ما يقرب من 175 ألف حالة سنوياً، ويصل معدل الوفيات إلى نحو 96 ألف حالة وفاة سنوياً، ونسبة الشفاء من السرطان تصل إلى 80% في حال تم اكتشافه في مراحله الأولى.
أكثر أنواع السرطان التي تصيب الأطفال
-تصيب الأطفال سرطانات كثيرة بنسب عالية ومنها حسب الاحصائيات العالمية سرطان الدم، والدماغ والغدد اليمفاوية.
-ويصاب الأطفال بسرطان العين والكلى والكبد.
-ويصابون بسرطان العظام والانسجة الضامة والغدة الكظرية.
أعراض إصابة الطفل بالسرطان
-شحوب البشرة وتغير شهية الطفل.
-وجود كدمات في أجزاء متفرقة من الجسم.
– كثرة الإصابة بالأمراض المتلفة المناعية وغيرها.
-شكوى الطفل من ألم في مكان معين من جسمه.
-وجود عرج في مشية الطفل.
-الصداع المستمر وقد يرتبط بالقيء.
-نزول الوزن بصورة مبالغ فيها.
-حمى غير مبررة.
عمّــــار قـــردود
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى